خرج الشباب اليمني في ثورة فبراير 2011 والتي لم تكن سوى إعلان عن استنفاذ كل محاولات الدفع باتجاه الدولة الحقيقية مع نظام أظهرت الأحداث التي تلت الثورة هشاشة كبيرة في مؤسساته وأزمات معقدة أظهرتها سنواتٌ أربع عجاف عاشها اليمنيون والعدد مرشح للزيادة.يمكننا القول إن ثورة الشباب أخرجت أجمل مافي اليمنيين من طموح ومدنية وحب ورقي ونضوج فكري وسياسي لولا الطريقة الفاشلة التي أُديرت بها مكتسبات الثورة إضافة للبناء الهش لمؤسسة الجيش الذي تجزأ لاحقاً إلى مليشيا صغيرة تائهة في الجبال والصحاري تقتل اليمنيين بالأجر اليومي وتتلقى الأوامر من أشخاص بلا صفة.حدثان مهمان خلال السنوات التي تلت ثورة فبراير، الحدث الأول مؤتمر الحوار الوطني والحدث الثاني تحول الجماعة الحوثية من مليشيا صغيرة تسيطر على بعض مديريات محافظة صعدة إلى سُلطة الأمر الواقع في صنعاء.تزامن مرور مؤتمر الحوار الوطني مع سقوط المحافظات اليمنية الواحدة تلو الأخرى بيد الجماعة الحوثية فكان للجماعة صوت عالٍ في مؤتمر الحوار وسوطٌ يسيطر به على المنطقة تلو الأُخرى وكان صوتُ الجماعة يتحدث عن الحرية والمدنية وسوطها يجلد المواطنين لأجل الولاية والحق الإلهي في تناقض كبير لا تحتاج كثير عبقرية لتعرفه.أنهت المكونات السياسية مؤتمر الحوار الوطني واقتربت الجماعة الحوثية من صنعاء، نتج عن مؤتمر الحوار وثيقة في مجملها تؤسس لدولة عادلة حديثة، ونتج عن سقوط صنعاء بيد الجماعة الحوثية وثيقة تؤسس لدولة حوثية داخل الدولة دون أدنى اعتبار للكفاءة والشهادة والحاضنة الشعبية.سيطر الحوثيون إذن على الدولة وفرضوا إقامة جبرية على الصف الأول في الدولة بعضهم استطاع الهرب والآخر مازال رهن الاعتقال، سقطت الدولة بيد الحوثيين، وسقطوا أخلاقياً وإدارياً ذلك أنهم ظنوا أن الأمر قد انتهى والشعب قد أُنهك ولابد للجميع التأقلم مع الواقع الجديد.اتجه الشعب اليمني نحو المقاومة لا على أساس طائفي أو عرقي أو مذهبي كما تروج بعض وسائل الإعلام وإنما نصرةً للمظلوم ورداً للحقوق وتأسيساً لدولة يمنية لكل اليمنيين.بقية القصة يعلمها الجميع لأنها انتقلت من التداول المحلي إلى التداول العالمي والمهم هنا أن جنون هذه الجماعة وأوهامها الدينية والسلالية- مسنودة بكثير من أركان النظام السابق من المدنيين والعسكريين- هو من أدخل اليمنيين في معركة كان يمكن تجنبها بتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومشاركة الشعب في بناء دولة كل الشعب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق