اتركوا ما لقيصر لقيصر


اعتقد ان التدخل الروسي الأخير في سوريا وتطلّعه للتدخل في العرق ومؤشراته في اليمن ليس الا نهاية مرحلة المخاض العسير في الشرق الأوسط وهذه لا تتأتى الا بخيارات حتمية المرور بها كما اعتقد وهي : - توجس اثقال المنطقة المعقده بفسيفسا رهيبة لايمكن إدراكها من طرف واحد وعليه فإنه يتوجب على الربابنه تفاهمات ظمنيه تقضي بشراكتهما بأيدلوجية راسمالية وهنا يتحدد مؤشر الصراع بمؤشرات موضعيه اقتصاديه وهي اقل خطوره من الاحتمالات العقائدية .- الإخراج لهذه ألازمه لابد ان يختلف على الاخراجات السابقة والتي تبلورت بحروب عقائدية وهي الاخطر وكانت نتائجها موضوعيه ومكشوفة للملا .- فلعبة الكبار رزينه ولايمكن للصغار إدراكها لكونها معقده جداً بقوانين لم تمر بها بلداننا وأجلها اقرب الى فهمنا بأن هذا الصراع صراع قوانين موضوعيه اقتصاديه أمميه خارج عن ذوات الدوله التي نعرفها نحن فهم صراعهم صراع امّم ونحن صراعنا صراع سلطه هم صراع جمعي ونحن فردي وشتان بين التوقعات المستقبليه التي لآ يمكن إدراكها بهذه الثقافة المتأخرة للتطورات الكونيه المعقده على مجتمعاتنا .- وبما ان هذه التجليات الذي نعتقد بأننا نشاهدها ونتابعها في الشرق الأوسط ليس الا زبد العمق ألذي لا نستطيع الابحار اليه وهذه الشفره لا يستطيع فتح طلاسمها الا طلاب الصناعات الكونيه وهم المعنيون بها .- لا يمكن ان يحصل صدام كوني طالما أسواق الاستهلاك الاخرى مفتوحه وتشكل ثلثي المعموره وبكل أريحية وسهوله ولازالت الدول او الامم الاخرى تواصل انتاج مفاهيم الحياه التي لازال لها متلقي على كوكبنا هذا- من يصنع الحياه الحديثة يصنع لغتها وبالتالي يصنع الخطاب الذي يرغب التخاطب به فما عسانا فاعلون امام هذه ألهاله من المفاهيم التي لم ولن ندركها نتيجه المسافه البينيه بين الفضا الكوني والعجز الإنساني البدائي الذي نعيشه .- التعصب بأدراك او بغيره بأننا نستطع التأثير على المتواليات الحسابيه ألغربيه كمن ينفخ في بالونه مهترئة ولا يدرك الزمن الذي نعيشه والحقيقه المفيده والمختصره كان يجب علينا التوجه الى مدارس صغارهم لنتعلم سَنَن الحياه الطبيعية بدلاً من استهلاك الوقت بعقدة الدوله والحكم .فمكونات الدوله ألغربيه هو مجموع اقتصادياتها الخاصه والذي يمكن ان تفهمه من اسواقها المحلية والخارجيه فلا مجال للتذاكي بالعلاقات الدبلوماسية فلا يستطيع اوباما او بوتين او من في حكمهما ان يتجاوزوا هذه الشبكه المجتمعيه كونها خارج ذواتهم بعكسنا نحن العرب ومن في حكمنا والذي نحمل الدوله وصكوكها بل والمجتمع في جيوبنا وبأرادتنا المنفردة .- تشريعاتهم تشريعات تصعد من المؤسسات وعلاقات السوق وعند سيادتها تنعكس على حكم المجتمع بعكس الشعوب المتخلفه والتي تفرض قوانينها من فوق وهذا مايؤدي دائماً الى تناقض وصراع مجتمعي وعدم استقرار .وعليه فإن سلطات الاولى محكومه سلفاًبقوانين التطور الموضوعي بعكس التأليه والتي تتمتع بسلطات حره ومطلقه وبلا ترشيد مجتمعي .- كونية الدوله العالميه واحده وتتمثل في أشكال متعددة منها العلاقات الدبلوماسية والاقتصاديه والمعاهدات الدوليه كشرعة التجاره العالميه وحقوق الانسان والامم المتحدة ممثله بمجلس الأمن الدولي وكثير من التعهدات الدوليه والتي توسعت على حساب الدوله الوطنيه .- وَمِمَّا تقدم نستنتج الصعوبة بمكان نشوب حرب دوليه في ظل هذه الشبكه المعقده وهي أصبحت من ماضي العلاقات الأيدلوجية للدوله القديمة اما الدوله الاقتصاديه الحديثة فهي تكاد بدون حدود بل حدودها مطاليب الانسان ألاقتصاديه المحمية بقوانين دوليه تجاوزت حدودها الوطنيه ومن هذا يمكننا القول بفرضية الصراعات المسلحه في حدودها الضيقة واضيقها الحروب الأهليه وهي البيئة الحاضنة للصراعات المجتمعيه فلا يجوز هنا للمجتمعات التي تجاوزت طفرتها الاقتصاديه الحدود العالميه ان تسقط في حرب دوليه يكون الكل خاسر فيها بل ستعبر عن نفسها بالحروب الضيقة والموضعيه وذلك بحجم اللاعبيين المحليين .- قراءة اللعبه السياسية في البلدان المتطوره لا يمكن قراءتها بحاجيات ومعتقدات الدول المتخلفه فموروث هذه الدول تختزل في بيوتات تعاني أزمة الذات ولا تستطيع القراءه لمسطحات مجتمعيه ذات آفاق واسعه تتماها فيها الألوان بشرائط كوكبيه لم نكتشفها بعد ولن نستطيع اللحاق بها ( لاسباب معينه )- فعلاقات روسيا بالولايات المتحدة الامريكيه ومن في فلكهم من الدول المتطوره هي علاقات ثقافية منسوجة موضوعياً لا تستطيع اشكاليات الدول المتخلفه التأثير عليها لا بل ان الكبار يوجدوا لهؤلاء الصغار متع يروضوا بها شعوبهم الى حين ينسوا عند اول غفوه .- وما يمكن ان نتوقعه من ردود افعال هي التشفي في أضيق حدوده من خلال افتعال عمليات ارهابيه على المصالح الروسية والتي تسكن الام البعض وتكون التسهيلات لهذه الاعمال في هذه الظروف مسهّله نوعاً ما لجمله من الظروف المجتمعه محلياً ودولياً علماً بأن الطرف المتلقي يتوقعها وقابل بها ظمنياً لامتصاص الضغوط وتجنب المواجهات الدوليه .- اعتقد ان الضمير العالمي واحد في مواجهة التحديات الجمعيه فقط يكون هناك الاختلاف في الإخراج كما يبدو لنا في هذا السيناريو .- هذا الارهاب عامل إيجابي لهم اي انه وحد أممهم وتطلعاتهم وأطماعهم خارج حدودهم وفجر الحروب والصراعات والانقسامات في اوطاننا فنحن الداء والدواء والحياه لهم معاً ثم الداء والموت لانفسنا .- التدخل الروسي نضوج غير معلن بين الكبار وعليه نأمل تفهمه بما يعود على شعوب المنطقة بأقل التكاليف والابتعاد عن المناطحات الموروثة من عهد الرعاه .- قدر سوريا انها منطقة التماس أمني استراتيجي لكثير من دول التضاد السياسي كأسرائيل وروسيا وتركيا وإيران والسعوديه ومصر اضافة الى الأحلاف التاريخيه المرتبطه بهذه المنطقة إلهامه ويمكن القول باستمرارية هذا الصراع وباشكاليات مناسبه لمراحل العلاقات الجيوسياسية في المنطقة .- واعتقد ان كل المساعي الدبلوماسية ستبؤ بالفشل في هذه القضيه اذا ما خالفة القناعات الروسية وعلينا ادراك هذه الاهميه سلفاً ولا نذهب بعيداً نتودد ونرمي ورق هنا وهناك كون هذا الامر من أسس السلامه للأمّه الروسية ومستقبلها .- اما فيما يتعلق بالعراق واليمن فهما اقل اهميه من سوريا ولكن يمكن استخدامهما للمناورة السياسية خدمةً للقضيه السوريه عند الضروره بالنسبة لروسيا .- نأمل من اخواننا العرب التريث قليلاً ويتركوا ما لقيصر لقيصر كون البدائل غير ءآمنه في ظل هذا الشتات العربي المزري ناهيك عن التواطئ الدولي والتفاهمات الحديه بين مصالح العمالقه والتي قد لا ندركها الا بمسافة زمنيه ان تحدد لنا وضع طبيعي بين الامم وهذا ما نأمله اذا ما أحسنا اللعبه .

*محمد علي السليماني

اقرأ ايضاً للكاتب  
مخرجات الحوار لم تعد صالحة | دثينة نيوز
فهم الكتاب من عنوانه مؤتمر الحوار (الوطني الشامل) | دثينة نيوز
http://cutt.us/c0VtY
شاركه على جوجل بلس

عن tareekhy

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق